1. ما السل (الدرن)؟
مرض معدٍ يصيب الرئة, وقد يصل للكليتين والطحال
والدماغ, ويحدث بسبب بكتيريا تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق الرذاذ المصاحب للسعال والعطاس.
للدرن وجهان في الإصابة فإما أن يكون الشخص:
- حاملًا لبكتيريا الدرن دون أن تظهر عليه أعراض المرض، إلا أن البكتيريا تبقى خاملة داخل الجسم، وفي هذه الحالة لا تكون معدية، ومع مرور الوقت قد تتحول إلى الشكل النشط، لذا من المهم جدًا علاج الشخص المصاب ببكتيريا الدرن الخاملة. حتى يتمكن من السيطرة على انتشار البكتيريا أو الإصابة بمضاعفاتها.
- أن يكون الشخص مصابًا بالدرن النشط، وبالتالي تظهر عليه أعراض الإصابة، ومن الممكن أن ينقل المرض للآخرين. تظهر هذه الأعراض بعد العدوى ببكتيريا الدرن بأسابيع عدة، وقد لا تظهر الأعراض إلا بعد أشهر أو سنوات.
2. كيفية انتشاره والاسباب:
حينما يسعل المصابون بهذا المرض أو يعطسون أو يتحدثون
أوَ يبصقون، فهم يطرحون في الهواء البكتريا المسبّبة للسل والمعروفة باسم "العصيات".
ويكفي أن يستنشق الإنسان قليلاً من تلك العصيات ليُصاب بالعدوى.
غير
أن أعراض المرض لا تظهر بالضرورة لدى كل من يُصاب بها. فالنظام المناعي يقتل أو “يقاوم”
تلك العصيات التي يمكن أن تظل كامنة لمدة أعوام. ويؤدي إخفاق النظام المناعي في مقاومة
عدوى السل إلى تكاثر العصيات مما يلحق أضراراً داخل الجسم.
3. ما هي أعراضه؟
عامة يصيب الدرن الرئة ويمكنه أن يصيب الكلى والعظام
والعقد اللمفاوية. أعراضه هي:
- كحة جافة أو مصحوبة بدم.
- آلام في الصدر.
- قصر التنفس.
- حمى.
- خمول.
- تعرق وقشعريرة.
- دم في البول إذا أصيبت الكليتان بالعدوى.
- ألم في الظهر إذا أصيب الطحال بالعدوى.
- فقدان الوزن والشهية.
- ضعف.
4. الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالسل
(الدرن)
الأشخاص الذين يعانون مشكلات في المناعة, مثل:
- حاملي فيروس نقص المناعة .
- مرضى السكري.
- بعض المصابين بالسرطان.
- مرضى السرطان الذين تتم معالجتهم بالأدوية الكيميائية.
- الأشخاص الذين خضعوا لعملية زراعة أعضاء، ويتم إعطاؤهم أدوية مثبطة للمناعة.
- الذين يتناولون بعض الأدوية التي تعالج الروماتيزم والصدفية.
- مَنْ يعاني سوء التغذية.
- الأطفال الصغار أو الكبار في السن.
- الأشخاص الموجودين أو المسافرين إلى مناطق تكثر فيها الإصابة بالدرن, مثل: جنوب أفريقيا, الهند, الصين, المكسيك, بعض دول شرق آسيا.
- الأشخاص الموجودين أو المسافرين إلى المناطق التي تفتقد إلى الرعاية الصحية كالدول الفقيرة والتي يكثر فيها الاتجار بالمخدرات.
- التواجد بشكل يومي مع شخص مصاب. لذا يجب الحرص على ارتداء كمامة، وغسل اليدين بشكل متكرر عند ملامسة الأغراض الشخصية للمصاب.
5. تشخيص السل (الدرن):
- فحص الغدد اللمفاوية.
- فحص الجلد.
- فحص الدم.
- الأشعة السينية.
- فحص البلغم.
6. مضاعفات السل (الدرن):
عدم معالجة الدرن يعرض الإنسان لمضاعفات
عدة منها:
- هدم العظام خاصة العمود الفقري والمفاصل، وقد تتأثر أيضا الأضلاع.
- وصول الدرن إلى المخ يعرض الإنسان للإصابة بالتهاب السحايا، ويؤدي أيضًا إلى انتفاخ الغشاء المحيط بالدماغ والحبل الشوكي.
- إذا وصلت العدوى إلى الكبد والكليتين، فلن تتمكنان من تطهير الجسم من الفضلات وإخراجها.
- في حال وصلت العدوى إلى القلب وتأثر الغشاء المحيط به، سيتسبب في التهابه وتجميع المياه حول القلب، وبالتالي لن يستطيع هذا الـخير أداء مهمته بفاعلية.
7. علاقة السل (الدرن) بالإيدز؟
منذ
عام 1980 ارتفع عدد الإصابات بالدرن، بسبب انتشار فيروس نقص المناعة المسبب لمرض الإيدز،
ومن المؤسف أن اجتماع فيروس نقص المناعة وبكتيريا الدرن خطير جدًا، وغالبًا ما يؤدي
إلى الموت، لأن فيروس نقص المناعة سيضعف مناعة الجسم، وبالتالي تزيد قابلية الجسم لالتقاط
البكتيريا وتدميرها له دون مقاومة.
8. علاج السل (الدرن):
يستغرق علاج الدرن مدة طويلة، فيجب إعطاء المريض
مضادات حيوية لمدة تتراوح بين 6-9 أشهر، وتعتمد هذه المدة على عمر الشخص وحالته الصحية
ومقاومة البكتيريا للدواء، وهل الشخص مصاب بالبكتيريا الخاملة أم النشطة، وأي الأعضاء
هي المصابة بالدرن، وعادة يتم إعطاء المصاب بالبكتيريا الخاملة دواء واحدًا بين 6 و9 أشهر. أما المصاب بالدرن النشط، وهم الأشخاص
المعرضون لمقاومة الدواء، فيتم إعطاؤهم أكثر من نوع في الوقت نفسه. وبعض الدراسات تشير
إلى أنه من الممكن تقصير مدة العلاج من 9 أشهر إلى 3 بالنسبة للأشخاص المصابين بالبكتيريا
الخاملة، على أن يتم إعطاؤهم أكثر من دواء، وبالتالي تقل فرصة تعرضهم للأعراض الجانبية
للدواء.
9. الأدوية المستخدمة لعلاج السل (الدرن):
- ايزونايازايد.
- ريفامبين.
- إيثامبيتول.
- بيرازينامايد.
الأعراض
الجانبية لهذه الأدوية:
- الغثيان والقيء.
- فقدان الشهية.
- اصفرار الجلد.
- بول داكن.
- حرارة قد تستمر ثلاثة أيام دون سبب معين.
10. مقاومة السل (الدرن) للأدوية:
بعد أسابيع عدة من العلاج لن يكون مرضك معديًا,
وقد تشعر بالتحسن، لكن يجب الاستمرار في أخذ العلاج خلال المدة التي أوصاك بها الطبيب،
والتي تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر، ويجب الحذر من التهاون في أخذ الدواء أو نسيان الجرعات
أو إيقافه قبل استشارة الطبيب, فذلك قد يعرضك لإنتكاسة، ويجعل البكتيريا تقاوم هذه
الأدوية.
أحد أهم الأسباب التي تجعل الدرن قاتلاً خطيرًا،
هي قدرة البكتيريا على مقاومة الأدوية التي تعالجه، فهذه البكتيريا تطورت وتغيرت تركيبتها
لتتمكن من النجاة، وبالفعل تفشل بعض الأدوية في محاربتها.
11. الوقاية من السل (الدرن)
بالنسبة للأشخاص المصابين بالدرن النشط يجب أن يتم
أخذ العلاج والحرص على أخذه بالطريقة الصحيحة، حتى لا تتطور أعراض المرض أو تستطيع
البكتيريا مقاومة الدواء.
كما أنه يجب على الأشخاص المصابين بالدرن النشط
الابتعاد قدر المستطاع
عن أفراد
العائلة، والحرص على الراحة، وتناول الأدوية لأسابيع عدة حتى يشعر المريض بالتحسن،
وحتى تفقد البكتيريا قدرتها على الانتشار ونقل العدوى.
لذا مجمل ما يُنصح به المصاب بالدرن النشط هو:
- المكوث في المنزل، أو في غرفة خاصة (خصوصًا في الأسابيع الأولى من العدوى).
- تهوية الغرفة.
- تغطية الفم والأنف عند الحديث والعطاس والسعال.
- لبس الكمامة عند التجول أو التواجد مع أشخاص آخرين.
- الحرص على أخذ الدواء في وقته ومدته الكاملة.
- أخذ لقاح الدرن (BCG).
12. نبدة عن حياة العالم روبرت كوخ Robert Koch
ولد كوخ في 11 ديسمبر سنة 1843 في مدينة كلاوستال Klausthal الألمانية بمقاطعة سكسونيا السفلى، ونشأ في عائلة
متعددة الأفراد حيث كان ثالث ابن من عشرة أطفال، درس الطب في جوتنجن علي يد الطبيب
الألماني فريدريك جوستاف جيكوب و تخرج عام 1866، و بعد ذلك شارك في الحرب الفرنسية
البروسية حيث عمل لاحقا كضابط طبيب، و باستخدام إمكانيات محدودة للغاية أصبح أحد مؤسسي
علم البكتيريا، بالاضافة إلي لويس باستور، وعمل طبيباً بالعديد من المستشفيات الألمانية
وأستاذاً بجامعة برلين.
كرس كوخ حياته للبحث العلمي، باذلاً جهودا علمية
كبيرة في اكتشاف الميكروبات والجراثيم ودراسة الأوبئة. ويعد روبرت أول من أثبت منذ
حوالي مائة عام أن الأمراض المُعدية، التي كانت تفتك بشعوب أوروبا، سببها عضويات حية
مجهرية، ففي سنة 1876 كلف كوخ ببحث وباء الجمرة الخبيثة Anthrax للكشف
عن مسببه، إذ كان حينذاك منتشراً في القارة الأوروبية، وعرف هذا الوباء بإصابة الآلاف
من رؤوس الأغنام والماعز والخنازير وكذلك بقدرته على إمراض المزارعين الذين يقومون
بتربية هذه الحيوانات.
بدأ " كوخ " أولى تجاربه بتنمية بكتيريا
الجمرة الخبيثة في خارج جسم الحيوان، ولاحظ نموها تحت مجهره، ثم حقنها في فئران فماتت
وعندما فحص الفئران وجد فيها أعدادًا كبيرة من البكتيريا نفسها التي حقنها بادئ الأمر
في هذه الفئران، وازداد ثقة واطمئنانًا بأن هذه البكتيريا هي بذاتها المسببة للداء.
أعاد كوخ التجربة عدة مرات على حيوانات أخرى مثل الأبقار، وتوصل إلى النتيجة نفسها،
وهكذا برهن على أن البكتيريا هي التي تسبب مرض الجمرة الخبيثة، وبعد أن نشر كوخ اكتشافاته،
قام العلماء بدراسة الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان، وتم التوصل إلى أن البكتيريا
تسبب عددًا من الأمراض للإنسان، مثل الدفتيريا، والكوليرا، والحمى التيفوئيدية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق